تجربة مدينة ملاهٍ لا يمكن اختبارها سوى في اليابان

   مَن مِنّا لا يعشق مُدن الملاهي؟ كبار كنا أم صغار. وبالطبع، ينطبق الأمر نفسه على الشعب الياباني أيضًا. مع تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 100 عام، تتمتع مُدن الملاهي في اليابان بجاذبية فريدة، بدءًا من مناطق الجذب الشيّقة التي يمكن الاستمتاع بها إلى جانب المناظر الخلابة وصولاً إلى المنازل المسكونة التي تشتهر بها اليابان وعروض الحركة المباشرة الشبيهة بالأفلام. تتمتّع كل مدينة ملاهٍ بطابع فريد ومخصص للمنطقة التي تقع فيها، وتُعدّ مكانًا رائعًا لاكتشاف جوانب جديدة لليابان.

مُدن ملاهٍ تبرز الطبيعة المحيطة بها

   يُشكّل جمال طبيعة اليابان أحد الميزات التي تجعل من هذا البلد جذابًا للغاية. على وجه الخصوص، نذكر أعلى جبل في اليابان، جبل فوجي الذي تم تصنيفه ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو والذي يُشكّل وجهةً مشهورة لمشاهدة معالم المدينة المعروفة عالميًا. عند سفح جبل فوجي، تتربّع مدينة ملاهٍ حيث يمكنك الاستمتاع بالمواقع الجذابة وبالمناظر الخاطفة للأنفاس. ستجد في مدينة الملاهي هذه أفعوانيات تثير الخوف الشديد وتشتهر بصراخ راكبيها وسرعتها المتزايدة وانحداراتها المفاجئة وحركات دورانها الكثيرة. تم تطوير أربع أفعوانيات لتكون الأفضل في العالم، وقد حازت كلّها شهادة غينيس للأرقام القياسية، أما الأفعوانية المفضلة لدينا، فهي تلك التي يبلغ طولها كيلومترَين والتي تمتد أمام جبل فوجي. توفّر هذه الأفعوانية من الفئة الأولى سرعةً قصوى تبلغ 130 كم/الساعة وانحدارات مفاجئة وارتفاعات حادة وحركات دوران سريعة، يمكن الاستمتاع بها كلها إلى جانب المناظر الخلابة من أعلى نقطة لهذه الأفعوانية التي تعلو 79 مترًا عن سطح الأرض. من منصة المشاهدة لمدينة الملاهي هذه، يمكنك أيضًا أن تتمتّع بأروع المشاهد المتنوّعة لجبل فونجي على مدار العام، بدءًا من الأوراق الخضراء المنعشة في فصل الربيع والأوراق المكسوة باللون الأحمر في فصل الخريف وصولاً إلى الثلج الأبيض في فصل الشتاء.

   توجد أيضًا مدينة ملاهٍ في أساكوسا، وهي منطقة مشهورة تقع في وسط مدينة طوكيو. وتشكّل الأفعوانية الأقدم في اليابان المعلم الأكثر جذبًا في مدينة الملاهي هذه. صحيح أنّها ليست الأسرع، إذ تبلغ سرعتها القصوى 42 كم/الساعة، إلا أنها جذّابة للغاية بفضل تنقلها ما بين أجواء مختلفة، فهي تمرّ عبر المباني وداخل غرفة تشبه غرفة معيشة يابانية تقليدية. إلى جانب الأفعوانيات، تشتهر مدينة الملاهي بعوامل الجذب التي تحمل الطابع الياباني والتي تسمح للزوار باختبار تجربة الساموراي عن طريق المبارزة بالسيف. مع المواقع التي تطل على معبد سينسو-جي الشهير وبرج طوكيو سكاي تري المجاور، تتيح لك مدينة الملاهي الاستمتاع بمشاهدة معالم طوكيو السياحية بينما تستمتع بعوامل الجذب في الوقت نفسه.

اختبر الجانب المخيف لليابان مع المنازل المسكونة

   عندما يتعلق الأمر بمدن الملاهي اليابانية، تتبادر المنازل المسكونة إلى أذهان الكثير من الناس. يرتدي الممثلون أو الدمى زيّ الأشباح والأرواح لمفاجأة الزوّار وإخافتهم وسط الظلام. في اليابان، تم تناقل روايات الأشباح التي تُسمى "كايدان" عبر الأجيال، وينعكس جوهر هذه القصص في المنازل المسكونة الحديثة هذه. في منزل مسكون في إحدى مدن الملاهي الواقعة في وسط طوكيو، يسير الزوار في موقع يشبه منزلاً يابانيًا تقليديًا بينما يختبرون قصة رعب مليئة بالأشباح. تكمن الأسباب وراء شعبية مواقع الجذب هذه في التجارب المخيفة التي تخبّئونها وأداء الممثلين الذي يجعل حتى الكبار يرتعدون خوفًا.

تعالَ وتعرّف إلى شخصيات مشهورة خلال العرض!

   تحظى البرامج التلفزيونية والرسوم المتحركة التي تشمل أبطالاً خارقين بشعبية كبيرة لدى كل الفئات العمرية في اليابان. تظهر هذه الشخصيات التلفزيونية المشهورة إلى جانب الأبطال الخارقين المشهورين أيضًا في العروض التي تقام في بعض مُدن الملاهي. على سبيل المثال، تقدّم إحدى مُدن الملاهي في منطقة كيوشو في جنوب اليابان مجموعة متنوعة من العروض خلال أعياد "أوبون" الطويلة في الصيف وخلال احتفالات العام الجديد والعطلات الرسمية المتتالية في الربيع والخريف. وتحظى المعارك المنظمة ما بين الأبطال الخارقين والأشرار بشعبية خاصة خلال هذه العروض، إذ إنها تزخر بالعروض البهلوانية الخاطفة للأنفاس التي تستخدم الدراجات النارية والأسلاك في مساحات مفتوحة واسعة وتتميز بعروض محاكية للأفلام تستخدم المتفجرات وتجذب المشجعين من بعيد. سيجد الكثير من الزوار أنفسهم يزورون مدينة الملاهي مرارًا وتكرارًا لمواكبة أحداث القصص والعروض التي تتغيّر مع المواسم، وللاستمتاع بمجموعة متنوعة من المواضيع التي تشمل تلك الشائعة والكلاسيكية، إلى جانب الرسوم المتحركة المواكبة للعصر.

   لا تُعد مُدن الملاهي اليابانية مجرّد مواقع جذب، بل هي وجهات يمكنك فيها الاستمتاع بعناصر مختلفة في الوقت نفسه، مثل الطبيعة والمعالم السياحية، وحتى ثقافة البوب. وهي تشكّل مواقع محبوبة حيث يمكن للجميع، بغض النظر عن عمره، الاستمتاع بعوامل جذب لا يمكن إيجادها سوى هناك.