يتم طهي أوكونومياكي (في الأمام)، ونيغياكي (في الوسط)، وإيكاياكي (على اليسار) على صينية الشواء أمام رواد المطعم مباشرة.

بالإضافة إلى كونها مركز توزيع رئيسي تمر عبره الأطعمة من جميع أنحاء العالم، كانت أوساكا ذات يوم مركزًا مزدهرًا للإنتاج أيضًا، حيث تطل على مياه خليج أوساكا الذي يحتوي على كميات وفيرة من المأكولات البحرية ويحدها سهل كاواتشي بحصاده الزراعي الوفير. ومع تطور المدينة إلى مركز اقتصادي رئيسي، ازدهرت ثقافة الطهي بها من خلال المطاعم حيث كان التجار يجتمعون ويتواصلون اجتماعيًا. كما ساهم في ذلك انتشار حفلات الشاي. ومع ترسيخ أوساكا لمكانتها كـ "عاصمة للطهي "، كان الطعام الذي يجذب الجميع، مثل التاكوياكي والأوكونومياكي، هو الذي أعطى أوساكا الشهرة العالمية التي تتمتع بها اليوم.

يميل سكان أوساكا بقوة إلى تقدير الترشيد الاقتصادي. فبالنسبة لهم، إلى جانب كونه شهياً، يجب أن يكون الطعام بأسعار معقولة أيضًا. على الرغم من نفورهم من عدم الجدوى والإهدار في استهلاك الطعام، فإنهم يهتمون قبل كل شيء بأن يكون الطعام تحضيره سهلاً وسريعاً. ما الذي قد يلبي كل هذه المطالب؟ عناصر "الوجبات السريعة"، على طريقة أوساكا.

أوكونومياكي:
أفضل ما يمكن تذوقه طازجا من الشواية

يتم تحضير طبق أوكونومياكي بإضافة مكونات مثل اللحوم أو المأكولات البحرية إلى عجينة مصنوعة من دقيق القمح ومرق الداشي مع كميات وفيرة من الكرنب المبشور وشوي الخليط على هيئة أشكال مسطحة تشبه الفطائر، ويتم تناوله مع صلصة حلوة مملحة. وعلى الرغم من وجود بعض الشكوك، فإن إحدى النظريات السائدة هي أنه تم بيعه لأول مرة في أكشاك الشوارع في منطقة كانساي في وقت قريب من الحرب العالمية الثانية. وهو شائع في الطهي المنزلي، حيث يتم صنعه من المكونات المفضلة المتوفرة، وكذلك في العديد من المطاعم الخاصة الموجودة في المدينة والتي تتخصص في هذا الطبق. يعد طبق أوكونومياكي من الأطعمة التي يتناولها سكان أوساكا بانتظام في حياتهم اليومية.

إذا كنت ترغب في تذوق النكهة الأصيلة لهذا الطبق في موطنه الأصلي، فقم بزيارة أحد مطاعم أوكونومياكي حيث يمكن الاستمتاع بالطبق ساخنًا من الشواية، مطبوخًا أمامك مباشرة. تشمل الاختلافات في الطبق التي يمكن تذوقها أيضًا النيغياكي، الذي يحتوي على كميات وفيرة من البصل الأخضر بدلاً من الكرنب، والإيكاياكي، المصنوع من الحبار الذي يتم ضغطه بين صينيتي الشواء مع العجين ثم شواؤه. للحصول على تجربة أصيلة، اجتمع حول الشواية مع مجموعة من رفاق الطعام المرحين ودع الصلصة اللذيذة الغنية بالنكهة تذوب في فمك.

يتم خلط الخليط والمكونات الأخرى ووضعها على صينية الشواء، متخذة شكلاً دائرياً يشبه الفطيرة ( على اليمين) ويتم طهيها بعناية قبل وضع الصلصة والمكونات الأخرى في الأعلى (اليسار).

يعمل مطعم أجينويا في هذا المجال منذ أكثر من ٥٠ عامًا. هنا، تقدم منطقة الكاونتر دائمًا مشهدًا حيويًا مع العملاء الدائمين الذين يستمتعون بالحديث مع صاحبة المطعم سوراياما كاتسوكو.

تاكوياكي:
أطعمة لذيذة يمكنك تناولها على امتداد الشارع

تُصنع كرات التاكوياكي من نفس نوع عجينة دقيق القمح المستخدمة في أوكونومياكي وتُطهى على شكل كرات مستديرة مع قطع من الأخطبوط، وهي مثال كلاسيكي آخر على الوجبات السريعة في أوساكا. لا يزال بإمكان الزوار اليوم رؤية الأطعمة المشوية اللذيذة في واجهات المتاجر، في مناطق التسوق، تمامًا كما كان الحال في العصر الذي ظهر فيه التاكوياكي لأول مرة. استمتع بالمنظر الآسر للطهاة المهرة وهم يشوون الكرات بإتقان بينما تجذبك الروائح الزكية، ولن تتمكن من مقاومة تذوق بعضها بنفسك. تُعتبر رؤية المشاة وهم ينفخون في الكرات صغيرة الحجم لتبريدها قليلاً قبل حشو خدودهم بها مشهدًا مشهورًا في شوارع أوساكا.

في الأعلى على اليمين: يتم سكب الخليط في صينية شواء خاصة تحتوي على صفوف من التجويفات الدائرية ويتم قلبه بشكل متكرر أثناء طهيه ليصبح كرات تاكوياكي.
في الأسفل على اليمين: يكتمل الطبق بالمكونات الإضافية بما في ذلك الصلصة اللذيذة والمايونيز
على اليسار: إن تناول التاكوياكي أثناء المشي في الشارع يضفي عليه نكهة خاصة بشكل مميز.
التعاون: تاكويا دوتونبوري كوكورو

كوشيكاتسو:
أسياخ شهية يمكنك تناولها جنبًا إلى جنب مع رواد المطعم المجاورين

لن تكتمل قائمة أشهى أطباق الوجبات السريعة في أوساكا بدون طبق الكوشيكاتسو. يتكون هذا الطبق من قطع صغيرة الحجم من مكونات مختلفة يتم غمسها في أسياخ ثم تغطيتها بعجينة دقيق القمح وبانكو (فتات الخبز الياباني) ثم تُقلى. وبخلاف اللحوم والمأكولات البحرية والخضروات، يمكن العثور على مجموعة متنوعة من الأطباق، بما في ذلك الجبن والبيض. يمكنك تناول طبق الكوشيكاتسو مقليًا طازجًا، مع غمس الأسياخ في حاويات على سطح الطاولة مملوءة بالصلصة اللذيذة.

يُقال إنه عندما تم تقديم طبق الكوشيكاتسو لأول مرة، كان يتم تناوله عادةً في أكشاك الطعام، حيث يقف الزبائن بالقرب من أي شخص آخر موجود، مع وجود مساحة صغيرة بينهم. وقد أدى هذا إلى أحد آداب السلوك التي تمنع إعادة غمس السيخ بعد وضعه في الفم لتجنب تلوث الصلصة المشتركة. وفي حين تقدم بعض المطاعم المتخصصة في طبق الكوشيكاتسو مؤخرًا أماكن للجلوس على الطاولات، إلا أن هذا الطبق سترغب في تذوقه مع الاستمتاع بالوقوف في طابور أمام المنضدة. تذكر أن تظهر اهتمامك بالزبائن الجالسين بجوارك، وأن تغمس أسنانك في بعض أسياخ الكوشيكاتسو المقلية الطازجة بينما تستمتع بالمحادثات الودية، وستشعر حقًا وكأنك في منزلك في أوساكا.

إن الوجبات السريعة وسهلة التحضير في أوساكا، والتي تكون شهية وتُقدم بأسعار معقولة، تعمل على التقريب بين الأشخاص الذين يلتقون بعضهم البعض لأول مرة. تذوق هذه الأطباق المفضلة بنفسك - أوكونومياكي وتاكوياكي وكوشيكاتسو - لتستمتع بشكل أكبر بسحر أوساكا وشوارعها الصاخبة على نحو مكثف.

يتم وضع أسياخ الكوشيكاتسو في وعاء من الزيت ثم تقلى حتى يتحول لونها إلى اللون الذهبي.

يمكن الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأكلات، بما في ذلك بيض السمان، والنقانق، والروبيان.

قم بغمس سيخك في الصلصة الموجودة على الطاولة واستمتع

يتم تقديم أسياخ الكوشيكاتسو المقلية أمام الزبائن الجالسين على المنضدة.

واجهة مطعم كوشيكاتسو الأصلي المميز.
(التعاون: كوشيكاتسو داروما)